عن غزة و الغرب
ذهبت الى مظاهرة في اليوم قبل الأمس تضامناً مع أخواني و أخواتي في غزة فوجدت الجو متوتر بعض الشيء بين الشرطة و المتظاهرين. لم أرى السفارة الاسرائيلية و لا حتى علمهم القبيح, فمبنى سفارتهم التي كانت مركز غضب المظاهرة لا يظهر على الشارع العام و كان أمامنا صفوف و صفوف من الشرطة. بين الصحفيين و المصورين كان هناك ايضا مصورون الشرطة و كاميراتهم التي لا تهدأ في المظاهرات و لا تكل من تسجيل رؤوس المظاهرة و من صوتهم يعلى أكثر من "المسموح" فيها. قوات الأمن حاولت تحريض أحد الشباب في المظاهرة و كان هناك شرطي وقح قد بدأ يتلاسن مع شاب صغير امامي. في لحظة حام حولهم أكثر من ستة ضباط, و هم ينتظرون طيش شاب لم يتجاوز العشرين, للنيل منه و سحبه من المظاهرة. الشرطي كان يهدد و يبتسم, فالقوة كانت معه. و لكن لم ينجح في استفزاز أحد. كم شعرت في تلك اللحظة بيأس و كره و أنا مربوط في عاصمة الرأسمال, في بلاد يأجوج و مأجوج, اللمملكة التي تتواطأ مع من يقصفون غزة, بل و مع من يقتل العرب كل يوم, جسدياً أو معنوياً, حاكماً كان أو أجنبي من أعداء أمتنا الكثر.
أقول دائماً أنه هنا في الغرب الكبت و الطغيان أقوى و أشد مما يوجد في بلاد العرب لسبب أنهم أحسن طقنياً و أذكى من أنظمة الأمن عندنا, بما فيها المخابراتية. ربما ليسو بحاجة لهمجية أنظمتنا, و لكن القدرة و الارادة موجودة و الأدوات أفضل و أدق للنيل من غايتهم فلا حاجة للضرب الا للحالات المستعصية و فقط عندما يمكن اخباء القصة و فبركتها من غير ضجة و الفات انظار. اتضح لي اليوم أنه لا يمكن الحصول على أي تغيير الا اذا كان من موقف قوة, فالغلبان لا يوجد من ينصره الا نفسه. فعلاً القوة لا تأتي الا من فوهة البندقية
No comments:
Post a Comment